شهدت جماعة المشور القصبة تراجعا من حيث عدد السكان مستمر حيث كان حسب إحصائيات سنة 2016 مايقارب 17000 نسمة, وتتوفر على طاقة بشرية نشيطة بحيث تهيمن على الجماعة الفئة الشبابية بالدرجة الأولى . و تتميز بحصولها على أكبر نسبة للحاصلين على الشهادات العليا ونعني بذلك نسبة أقل للأمية و ساكنة مؤهلة فكريا و ثقافيا .نجد كذلك حضورا بارزا للجمعيات الرياضية والإجتماعية. و تتوفر على موارد مهمة و نفقات تتميز بنوع من الترشيد و توفير فائض مهم من الإستتمار و تعرف الجماعة مشاركة القطاعات الحكومية في برامج تنمية الجماعة و إنشاء صناديق الدعم و المواكبة للمشاريع و انخراط فاعلي مؤسساتيين لمواكبة النمو الحضري للجماعة.
و بغية النهوض بمختلف مجالات الجماعة و تحقيق تنمية مستدامة تعبأت لأجل وضع برنامج عمل واقعي طموح خلاق مرن محفز وحامل مشاريع , و ذلك لإجراء تشخيص دقيق لمختلف القطاعات عبر تبني مقاربة تشاركية مع جمعيات المجتمع المدني و مختلف المصالح الخارجية و المجالس المنتخبة, حيت تم عقد مجموعة من اللقاءات و الورشات للإستماع و التشخيص كما ثم دعوة عموم المواطنات و المواطنين للمساهمة في التشخيص و توصلت الجماعة بالمئات من المقترحات سواء عبر البريد الإلكتروني او التطبيق المخصص لهذا الغرض, و ذاك بغية توفير وثيقة مرجعية لوضع وتنفيذ وتتبع وتقييم الانشطة والمشاريع المبرمجة بالإضافة الى الإهتمام بالشأن الثقافي والفني و تقوية البنية التحتية والخدمات الإدارية ثم تعزيز المقاربة التشاركية ونجاعة وترشيد استعمال الموارد وايضا ضمان الإلتقائية والإنسجام و استحضار البعد البيئي وتعزيز النجاعة الطاقية وترشيد الماء.
و تكمن اهمية برنامج العمل من خلال أهمية استباقية وقائية تمكن من تجنب المخاطر المحتملة عن طريق التتبع , ثم أهمية رقابية تسمح بتوضيح وتصحيح الاخطاء عن طريق التقييم؛ و من ثم أهمية تنظيمية بحيث ينظم ويحدد المسؤوليات بين الاطراف او الشركاء.
و هكذا فقد تم إعداد مشروع برنامج العمل عبر مجموعة من المراحل : بداية من مرحلة التشخيص ثم مرحلة التخطيط وتحديد الأولويات وترتيبها, ثم نحو مرحلة تقييم موارد الجماعة ونفقاتها ,الى مرحلة تحديد المشاريع والأنشطة, و نهاية بمرحلة بلورة مشروع برنامج العمل.
و من خلال تحليل المعطيات وقفنا عند مجموعة من الإكراهات التي تواجه الجماعة من نواحي عديدة نذكر منها معانات الساكنة من بإعتبار الجماعة مجال جغرافي طارد للساكنة بالإضافة الى تزايد حاجيات هذه الأخيرة و منظومة خدمات مرفقية ضعيفة, أما على المستوى الإقتصادي نجد طغيان القطاع الغير مهيكل على الإقتصاد المحلي بالإضافة الى شبه غياب للشأن الثقافي و خصاص في البنية التحتية وغياب التنوع الرياضي , و مساحات خضراء طالها الإتلاف بسبب عدم الإهتمام و لا ننسى أيضا وجود مشاكل على مستوى التدبير المحاسباتي و تداحل الحاصل بين بعض المصالح و الأقسام و غیاب التواصل بينها.
و بعد التطرق الى جميع المشاكل التي تعاني منها الجماعة توصلت الى مجموعة من التوجهات التي يمكن ان تحل هذه المشاكل و نذكر منها :
الإهتمام بالشأن الثقافي والفني و ذلك ب احداث مراكز ثقافية وفنية داخل الجماعة و ابراز الطاقات والمواهب الفنية من أبناء الجماعة كصقل مواهب الشباب و احتضانه وابعاده عن الإنحراف.
مرورا بتحقيق الإستقطاب السياحي وتسويق المجال من خلال تقوية البنية التحتية بالتجزئة السياحية و تأهيل وتثمين التراث بالجماعة .
ثم التقليص من نسبة البطالة بالجماعة عبر إدماج الشباب حاملي الشهادات في سوق الشغل و تشجيع و مواكبة مقاولات الشباب.
بالإضافة الى تتمين الصناعة التقليدية و تنظيم السوق و محلات بيع المأكولات الخفيفة و أخيرا تنمية موراد الجماعة و تحسين جودة الخدمات المرفقية و الإندماج مع المحيط الخارجي للجماعة.